مقالات

الدكتور عطية السيد يكتب: كرة القدم بين المطرقة والسندان

بقلم: الدكتور عطية السيد

كرة القدم فى العشرين سنة الأخيرة زادت شعبيتها أضعاف ما كانت علية وسيطرت على العقول والقلوب وخطفت الكاميرا من كل الأنشطة الإنسانية ورغم كلك اظهرب الكثير من الوجوة السلبية ومنها زيادة حدة التعصب والتناحر ببن الجماهير وظهور حالة من الاحتقان والتعصب الشديد بين المشجعين بل بين الشعوب، وكرة القدم فى مصر منذ قديم الأزل بتظهر منافسة شديدة و دائمة ببن الأهلى والزمالك ولكن فى السنوات الأخيرة تحول هذا التنافس إلى تعصب وتناحر وخاصة مع تتطور وسائل الاتصال المختلفة وظهور السوشيال ميديا، الأمر الذى جعل هذا التحول ياخذ حيزا مؤثرا فى الحياة السياسية والامنية نتيجة توغلة وتأثيرة على تماسك وأمان المجتمع وخاصة عندما نتج عن هذا التعصب والتناحر والانفلات سقوط قتلى بين جماهير الفرق، واحداث الماضى القريب خير دليل على أن توغل التعصب والتناحر ببن صفوف الجماهير أصبح امر لا يمكن تجاهل او اغفالة، لذا على كل أجهزة الدولة من الوزارات، مؤسسات المجتمع المدنى ، الأسرة، المدارس، الجامعات، الأندية الإعلام… الخ التعامل مع تلك الظاهرة بكل جدية ودراستها بعمق ووضع حلول لكيفية التصدى لها من كافة الجوانب وان لا يقتصر التعامل مع تلك الأمور على الجانب الامنى فقط لأن ذلك سيكون تسطيح للمشكلة وعدم وضعها فى اطارها الصحيح..
كرة القدم لعبة ممتعة جدا، التنوع والشغف التى تحتوية بين طيتها وتظهرة مهارات اللاعيبن وتكتيكات المدربين، والإثارة الناتجة عن ذلك وتظهرة بطولاتها ومبارياتها، تجعل التعلق بها والانغماس فى تفاصيلها امر مستمر وبشكل تصاعدى بل تخطى ذلك لتأثيرها الشديد على المزاج العام والروح المعنوية للشعوب..
ورغم كل ذلك تتلخص أزمتها في كذا حاجة..
_ ممكن تلغبطلك أولوياتك لما تضحي بحاجة مهمة علشان تتابعها، وهنا بتحركك شهوتك مش عقلك، الإنسان العاقل مايخليش أمر ترفيهي او تنافسى يكون ليه الأولوية على أمر ضروري، الترفيه مطلوب بس مش على حساب أسرتي أو شغلي أو دراستي أواخلاقى او علاقاتى أو أمان وتماسك المجتمع..
_ البطولات كتييرة ومتنوعة سواء المحلية او الافريقية او الأوروبية، وفى كل بطولة ليا فيها الفريق المفضل والمنتمى الية، ولو تابعت كله وقتي هيتسرق منى ومش هلاقي وقت أعمل فيه حاجة تانية، الإنسان العاقل مايستنزفش كل وقته في الأمور الترفيهية.
_ التعصب القاتل أمر فى منتهى الخطورة وتأثيرة خطير على الفرد والأسرة والمجتمع ، خصوصا لما يكون في موضوع ذوقي زي كرة القدم ، تشجيع فريقك ماهواش حقيقة صحيحة مطلقة زي القيم والأخلاق مثلا، وبالتالي فاللي مش بيشجع فريقك مش كافر أو جاهل أو لابد من استعدائة أو التناحر الدائم معاة..
الإنسان عموما لازم يكون صدره واسع مع المختلفين معاه، ويركز على المشتركات الإنسانية اللي بينه وبين غيره، كرة القدم نشاط انسانى جميل المفروض انه بيعزز قيم الأحترام والإخاء واحد مسببات السعادة بل ويساعد على تعزيز الانتماء وتماسك المجتمع مش تفتيتة عشان كدة مهم جدا العقلاء من الاعلاميين واللاعبيين والجماهير وكل من لة علاقة بذلك النشاط الإنسانى أن يقوم بدورة وميخليش الألوان تفقدة صوابة ومهمتة الأساسية..
الرياضة حب وتسامح مش كرة وتعصب…
مش كدة ولا أية… ⚽❤

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock