مقالات

#الأهلي رحلة في عقل موسيماني ، ولماذا لا تتعلم “بقية أندية الدوري” الدرس ..!

بقلم : احمد عبدالفتاح
يقول المدرب الإيطالي المُلهم “اريجو ساكي” : “الفرق بين الميلان وغيره أنك في الميلان لديك لاعبون متميزون ، أما في أندية أخرى فهم غير ذلك ، ولا يمكنك أن تفعل ذلك إلا إذا كان هناك نادٍ كبير يقف وراءك” ..

قبل ان يتعاقد الأهلي مع المدرب الجنوب افريقي بيتسو موسيماني ، كان لدي تساؤل طالما يداعب مخيلتي ،
هل موسيماني سيمثل إضافة فنية للأهلي ؟!
أم الأهلي ولاعبيه هم الإضافة لأي مدرب مهما كان إسمه ؟!!

للوصول لإجابة واضحة لهذا السؤال ستحتاج إلى فهم ما يدور في عقل موسيماني وكيف يُدير الجنوب افريقي الأندية فنياً تحت قيادته ..

في فترة ولايته مع صن داونز ، كان للفريق شكل تكتيكي ثابت يلعب به الفريق في حالات اللعب الرئيسية الأربعة ،
مهما كانت الأسماء ، مهما كانت الغيابات وأمام معظم الخصوم ، وكان التغيير يتم في أضيق الحدود ،
لأن موسيماني من المدربين المتحفظين ولا يميل للتغيرات الكبيرة في التشكيلة للحفاظ على النسق والتناغم العام للفريق ،
الفرق الجوهري بين موسيماني صن داونز وموسيماني الأهلي هو في جودة تنفيذ الخطة وإستمراريتها والأفراد المنفذين لها ،

فلماذا يظهر الأهلي مؤخراً بهذا الشكل وبهذه النتائج ؟!
السر في فرق جودة البدلاء عن الأساسيين وإمكانية تنفيذهم لتعليمات المدرب من عدمها !!
فموسيماني من المدربين العاشقين لصنع الأشكال الهندسية بين اللاعبين من خلال تشكيلته المفضلة ٤-٤-٢ ، مع خطوط متقاربة وتمريرات سريعة وحركة مستمرة بدون الكرة لسحب الخصم بعيد عن مناطقه لإستغلال المساحات في عمق الملعب بشكل مباشر او خلف الاظهرة المدافعة للخصم ، وذلك من خلال لعبتين مكررتين في كل مباريات الأهلي حتى أصبح الأمر مكشوف لباقي المدربين ومحللي الأداء ، كيف ذلك ؟!

سأشرح لكم في نقاط سريعة :
– الأهلي على الورق يبدأ بالخطة الرقمية ٤-٢-٣-١ ، بخطوط متقاربة وأجنحة هجومية Insider تهاجم مساحات ال Half Spaces “بين الأظهرة والمدافعين” بإستمرار .
– مع تكوين شكل Diamond “ماسي او معين” في منتصف الملعب هو اساس توليد الهجمة بواسطة افضل من يمرر ويتحرك بدون كرة في الفريق : بداية من المدافع بدر بانون مروراً بالثنائي عمرو السولية ومحمد مجدي افشة وصولاً إلى المهاجم محمد شريف .
– تدوير للكرة بشكل مستمر وسريع إلى ان تظهر مساحة في العمق ومن ثم إرسال كرة طويلة وسريعة للمهاجم محمد شريف الذي يستغل ال Acceleration “التسارع” لديه في اول ثانيتين من لعب الكرة متفوقاً على بطئ المدافع/ين الذي دائماً ما يكون ظهره للمرمى بسبب الرقابة ، ويتحرك شريف بشكل عامودي ومواجه للمرمى .
– وفي حالة المراقبة اللصيقة للمهاجم يستغلها موسيماني كنقطة تفوق لسحب احد قلبي الدفاع معه للخارج ونزول الجناح العكسي بشكل قطري بإتجاه المرمى كمهاجم آخر .
– النقطة الأخيرة تحديداً .. الأجنحة الهجومية خذلت فيها موسيماني نتيجة عشوائية أداؤهم وإهدارهم للكثير من الفرص المتاحة للتسجيل خاصةً (حسين الشحات و محمود كهربا) بالرغم من معدل ال XG المرتفع للأهلي .
– الحارس محمد الشناوي يمتلك معدل سلبي خطير وهو عدد الأهداف المسجلة في مرماه في زوايا المرمى المنخفضة ، فمن الواضح ان الحارس صاحب ال ١٩١ سم مميز في الكرات العالية والمسددة في منتصف مرماه فقط ، ويمتلك نقطة سلبية واضحة استغلها لاعبي غزل المحلة في تسجيلهم لهدف المباراة في الزاوية اليمنى المنخفضة له بالرغم من تواجده ، وهذا الأمر يعطي مؤشر واضح ان الشناوي بطئ في ردة الفعل المصاحبة لفرد الجسم بزاوية منخفضة من المرمى .

لذلك فمن المؤكد بأن حل مشاكل الفريق فنياً بيد موسيماني وحده ، وأنه يحتاج لوقفة جادة مع نفسه لإعادة تقييم اللاعبين الذين خذلوه واستنفذوا لكل فرصهم و إعطاء الأولوية للاعبين الذين يستحقوا فرصة لإثبات ذاتهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock